صمم علماء مختبر " بريستول للروبوتيات " الإنسان الآلي "جولز" ، القادر على محاكاة البشر وتقليدهم في تعابير الوجه وحركات الشفتين ، بحيث يستطيع استنساخ الحركات والتقاطها آلياً عن طريق كاميرا فيديو ، ونقلها آنياً إلى محركات إلكترونية متناهية الصغر مركبة على سطحه الخارجي.
و يدرس المختبر الذي تشرف عليه كل من جامعة غرب انكلترا وجامعة " بريستول " مشروع التفاعل بين الإنسان والآلة ، حيث أمضى فريق من مهندسي المختبر ثلاثة أعوام ونصف لتطوير البرنامج التطبيقي ، لتحقيق التفاعل بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي تمهيداً لتصميم " جولز ".
وبمقدور "جولز" وهو عبارة عن رأس بدون جسد ويشتمل على مظاهر الذكورة والأنوثة في آن معاً، أن يرسم ابتسامة عريضة ، وأن يلوي قسمات وجهه تألماً وتبرماً أو تلذذاً أو ازدراء واشمئزازاً وتقززاً، و بإمكانه أن يقطب جبينه ويتكلم أثناء قيام البرنامج الآلي الخاص به بترجمة التعبيرات الحقيقية التي يتم رصدها عن طريق "عيون" كاميرا الفيديو.
ويستطيع جولز تقليد الحركات ومحاكاتها ، من خلال تحويل صورة الفيديو إلى أوامر رقمية تحولها المحركات والوحدات الخادمة الموجودة " بالروبوت" لحركات معكوسة على مرآة بشكل مباشر ، سيما وأن " جولز " بإمكانه تفسير الأوامر وترجمتها بمعدل 25 صورة في الثانية.
ويضم جولز 34 وحدة محركة داخلية مغطاة بجلد من المطاط المرن ، و تمت برمجته لتجسيد سلسلة من الحركات ، باستخدام عشرة أنماط من الانفعالات المخزونة في حافظة تشمل كلا من السعادة والحزن والقلق ، والتي قام أعضاء الفريق على تلقينه للروبوت " جولز" عبر البرمجة. يقوم البرنامج بعدها بنقل ما يراه إلى وجه " جولز " لربط التعابير بشكل أني بحيث يتسنى تقليد ما يتجلى على وجه الكائن البشري ويتبدى على هيئته